كتاب 21 درس

الدرس العاشر: القيمة

كان الأرنب الأبيض، يعود ببطء من حيث جاء، وينظر إليها قلقًا، كأنها أضاعت شيئًا.


القيمة مسألة مفارقة، وفيها نظريات عديدة تحاول أن تشرح كيف نقيّم أشياء فوق أشياء أخرى. لم يزل الناس واعين بهذه المفارقة منذ آلاف السنين. كما كتب أفلاطون في حواره مع يوثيدمس، نحن نقيّم الأشياء لأنها نادرة، لا لأنها ضرورية لبقائنا.

«وإذا كنت  حكيمًا ستعطي هذا النصيحة نفسها لتلاميذك، أنهم لا يحاورون أحدًا من غيرهم سواك. لأن النادر، يوثيدمس، هو الغالي، أما الماء فهو الأرخص، مع أنه الأضل، كما قال بندر».

أفلاطون

مفارقة القيمة هذه، تظهر لنا شيئًا مهمًّا عن البشر: نحن نقيّم الأشياء على أساس ذاتي، ولكننا نفعل ذلك بناءً على مقياس غير اعتباطي. قد يكون الشيء ثمينًا لأسباب كثيرة، ولكن الأشياء التي نقدّرها تشترك في خصائص محددة. إذا استطعنا نسخ شيءٍ بسهولة، أو كان وفيرًا في الطبيعة، فلن نقدّره.

يبدو أننا نقدّر الشيء لأنه نادر (الذهب والألماس والوقت)، أو صعب الإنتاج مُتعبه، أو لا يمكن إبداله بمثله (صورة قديمة لشخص نحبه)، أو أن يكون مفيدًا يمكّننا من فعل أشياء لا نستطيع فعلها، وقد يكون تقديرنا للشيء قائمًا على مزيج من هذه الأشياء، كالأعمال الفنية العظيمة.

البيتكوين هو كُلّ ما ذُكر: إنه نادر جدًّا (21 مليونًا)، وصعوبة إنتاجه متزايدة (بتنصيف المكافأة)، ولا سبيل إلى استبداله (إذا ضاع مفتاح خاص فقد ضاع إلى الأبد)، ويمكننا من فعل أشياء مفيدة حقًّا. البيتكوين أفضل وسيلة لنقل القيمة عبر الحدود، وهو منيع على الرقابة والمصادرة، وهو فوق ذلك للقيمة ذاتي السيادة، يتيح للأفراد أن يخزنوا ثروتهم مستقلّين عن المصارف والحكومات.

علّمني البيتكوين أن القيمة ذاتية ولكنها ليست اعتباطية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى