لماذا البيتكوينمجتمع وثقافة

لماذا لا تحتاج إذنًا لاستخدام البيتكوين؟

البيتكوين مال للبشرية جمعاء

المقال الأصلي | المؤلف: Tomer Strolight | ترجمة: BTCTranslator  | تاريخ الكتابة: مارس 2021

البيتكوين حقًّا للجميع.

لا حاجة إلى ترخيص من أي أحد لاستخدامه. وعندما أقول أي أحد، أقصد أي أحد. لا الآن، ولا إلى الأبد.

البيتكوين لا يعرف حتى اسمك. ولا يستطيع أصلًا. لا يريد البيتكوين أن يعرف جنسك ولا عمرك ولا دخلك ولا رأيك السياسي ولا سجل قيادتك ولا ديونك ولا أصولك ولا شهواتك ولا أي شيء عنك.

هل معك رقم عشوائي كبير؟ ممتاز، تستطيع إذن استخدام البيتكوين. (تلميح: إذا كنت تقرأ من حاسوب أو جوال، فأنت تستطيع توليد هذا الرقم).

عندك بعض البيتكوين وتريد أن ترسله إلى غيرك؟ لا يهتم البيتكوين من الذي سيستقبله.

لا يحكم البيتكوين أحد. لذا، لن تحتاج إلى ترخيص من أحد لتستخدمه.

فلماذا البيتكوين هكذا؟ لأنه مبني بهدف تجنب الثقة بأي مؤسسة تصدر الأذون والتراخيص، وبهدف البقاء بعد أن تزول هذه المؤسسات. البيتكوين إلى الأبد، في أي مكان، ولكل الناس. فإذا كنت الآن في زيمبابوي، يمكنك أن تستخدمه. إذا كنت تعيش في المتجمد الجنوبي بعد 200 عام، لا بأس كذلك. كما ترى، ستنشأ دول وتنهار، وتولد شركات وتنهار، ويأتي حكام ويذهبون، لكن البيتكوين سيبقى هنا، يعمل مستقلًّا عن أي دولة أو شركة أو حاكم.

كيف يتجنب البيتكوين حاجة المستخدمين إلى الإذن؟ لأن نظامه الأصلي يخلو من المستخدمين. لا يعرف البيتكوين إلا أن عملاته موجودة في أرقام تسمى مفاتيح عامة (أو، بالأحرى، في عناوين مشتقة من هذه المفاتيح). ويستطيع أي إنسان أن يولد مفتاحًا عامًّا ومفتاحه الخاص السرّيّ. في الحقيقة، تستطيع أن تولد ملايين الأزواج من المفاتيح الخاصة والعامة، ولن يعرف البيتكوين شيئًا عن ذلك، ولن يعرف إن كنت فردًا واحدًا أو مليونًا. أعني، البيتكوين لا يعرف ولا يهتم أصلًا بوجود الناس!

كل ما يهتم به البيتكوين أنك إذا أردت إرسال بعض البيتكوين من عنوان إلى آخر، فلا بد أن تنتج برهانًا حاسوبيًّا أن عندك المفتاح الخاص المرتبط بالعنوان المرسِل. هذه أمها وهذا أبوها. لا يريد البيتكوين أن يعرف من أنت، ولا ما تشتري، ولا سبب الإرسال، ولا مكان المستقبِل، ولا أي شيء من هذا القبيل.

قد تزعجك هذه الفكرة أول الأمر قليلًا. ألا يعني هذا أن المجرمين يستطيعون استخدام البيتكوين؟ طيب، أكره أن أكون أول من يخبرك، لكن المجرمين يستطيعون استخدام أنواع النقد الأخرى كذلك. في الحقيقة، كان المجرمون موجودين قبل ابتكار البيتكوين عام 2009 بكثير. في كثير من دول العالم، المجرمون الحقيقيون هم الطغاة الذين يسمون المدنيين الأبرياء مجرمين. لا يتخذ البيتكوين موقفًا هنا. لا يعرف البيتكوين حتى أن الناس موجودين، فهو من باب أولى لا يعرف أن الناس يعرفون شيئًا يسمى جريمة أو جناية. ليس عند البيتكوين إلا هذا القانون: لا يمكنك أن ترسل أي مقدار من البيتكوين إن لم تملك المفتاح الخاص المرتبط به. ولن يتغير هذا القانون، لأنه متجذّر في قوانين الطبيعة.

لذا، البيتكوين نقد الجميع، في كل مكان وكل زمان – إلى الأبد. البيتكوين مفتوح أمام كل الأعراق والأعمار والطبقات والخلفيات والمعتقدات، وكلا الجنسين. ليس فيه تمييز ضد أحد، مطلقًا! بالمناسبة، يعني هذا أن كثيرًا من الناس سيختارون البيتكوين، وكلما اختاره ناس أكثر، صار أكبر قيمة.


هذا المقال جزء من سلسلة من المقالات التي أكتبها، متاحة لحديثي العهد بالبيتكوين وتثير اهتمام القدامى في المجال، أسميها “لماذا البيتكوين

Tomer Strolight

رئيس التحرير في منصة Swan.com

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى