يكفي هذا، لن أكبر بعد اليوم…
بالعموم، يبدو أن التقدّم التقني يجعل الأشياء أوفر وأكثر. فعدد الناس القادرين على التمتع بالأغراض الفاخرة يتزايد يومًا بعد يوم. قريبًا، سنعيش كلّنا عيشة الملوك. كثير منا يعيش من اليوم عيشة الملوك. كما كتب بيتر دياماندس في وفرة: «التكنولوجيا آليّة تحرّرنا من الموارد. تستطيع أن تجعل ما كان نادرًا من قبل وفيرًا اليوم».
البيتكوين، وهو تكنولوجيا متقدّمة في نفسه، يكسر هذه النزعة ويخلق سلعة جديدة نادرة بحق. بل إن البعض يقول إنها واحدة من أندر الأشياء في الكون. لا يمكن تضخيم المعروض، مهما اجتهد المريد ليضخّمه.
«لا نادرَ إلّا اثنان: الوقت والبيتكوين».
سيف الدين عموص
ومن المفارقة أن البيتكوين يفعل هذا بآلية النسخ. تُبَثّ الحوالات، وتنتشر الكُتَل، ويُوزَّع الدفتر الموزَّع. كل هذه كلمات تقنية لا تعني إلا النسخ. البيتكوين ينسخ نفسه في كل حاسوب يستطيع فيه نسخ نفسه، من خلال دفع الأفراد إلى تشغيل عُقَد كاملة وتعدين كُتل جديدة.
كل هذا يعمل في وقت واحد في جهد جماعي لإنتاج الندرة.
في زمن الوفرة، علّمني البيتكوين ما هي الندرة الحقّة.