مجتمع وثقافة

البيتكوين نداء للنضال

المقال الأصلي | المؤلف: Parker Lewis | ترجمة: BTCTranslator | تاريخ الكتابة: مارس 2020

«إلى جميع أهل تكساس وكلّ الأمريكيين في العالم». في ندائه المفتوح للقتال من ألامو، بدأ المقدَّم ويليام ترافيس بتعبيره عن أمريكا بوصفها فكرة تمتد خلف الحدود، لكل الأمريكيين في العالم. كان نداءً لكل الذين يقدرون النضال من أجل الحرية. ومع أنّ عديد خصمه كان 10 أضعاف عديده، ردّ ترافيس على طلب الاستسلام بطلقة مدفع. كان عمره حينئذ ينيف على 27 عامًا. أعلنت تكساس استقلالها بعد أسبوع، ولكن خلال أيام، سقطت ألامو. كانت رسالة ترافيس صرخة تجنيد للثورة. تذكر ألامو. في النهاية، انتزعت تكساس استقلالها. هذه القصة تذكير أن السعي غير المنتهي للحرية هو أقوى مسوٍّ، وإن كان مغلوبًا بالكثرة. وهو أمر في قلب كل أمريكي حول العالم.

(ديباجة رسالة ترافيس من ألامو، 24 فبراير 1836)

باستثناء الأبطال الصناديد والإعلان الحرفي عن الاستقلال، البيتكوين نضال من أجل الحرية، وهو كذلك صرخة سباق لكل الذين يرفضوا أن يجلسوا ويقبلوا قدرهم في نظامنا المالي الضعيف. لعلّ أن فكرة الحرية نفسها هي أهم فكرة تقوم عليها الثورة المالية التي جاء بها البيتكوين. عندما ننتصر في الحرب، سيجد البيتكوين طريقه مباشرة إلى ملحَق دستوري (وإن كان مشمولًا أصلًا بالملحق الأول). حق الناس في حمل البيتكوين وإبقائه. قبل البيتكوين، لم يكن عند أحد قدرة عملية إلا على الدخول في نظام عملة فاسد. تغيّر هذا عند إطلاق البيتكوين عام 2009. البيتكوين نظام طوعي بالكامل، لا يحكمه أحد، وهو يمنح كل مشارك فيه القدرة على تخزين القيمة ونقلها في نوع من العملة لا يمكن التلاعب به. ولئن كان البيتكوين غير مرادف لحق الحياة والحرية وطلب السعادة، فإنه عند الذين قرروا أن يعتمدوا عليه طريق أفضل إلى الأمام، وحق أساسي لا يمكن استلابه.

ولئن كانت أسباب تقدير البيتكوين متنوّعة بتنوّع الأفراد، فإن البيتكوين يشدّ ويجذب الذين عرفوا مقدار الحرية الجوهري الذي توفره هذه الأداة، لا سيما في عالم مليء بالمصائب الاقتصادية التي لا تنتهي. مع تبدّي هشاشة النظام المالي العالمي واضطرابه يومًا بعد يوم، يتزاحم المصرفيون المركزيون والسياسيون في سباق ليعلموا أيّهم يقدّم حافزًا أكبر لاقتصاد متهاوٍ. ولئلّا ننسى، إن اضطراب النظام المالي لا يظهر الآن أوّل مرة، إنما يعيد ظهوره. إن المشكلات البنيوية المتظاهرة هي ذاتها التي كانت موجودة في أزمة 2008 المالية. قبل حرب النفط والجائحة العالمية، تعطلت أسواق إعادة الشراء في سبتمبر 2019. لم تكن الكتابة على الجدار وحده، بل وكانت في أسواق إعادة الشراء. لولا تسارع الأحداث الأخيرة، لظهر الأمر في «فعل إلهي» اعتباطي آخر، يظهر المخبّأ منذ الأول: نظام مالي مرفوع رفعًا شديدًا محتوم عليه الانهيار عند أول أمارات أي أزمة مادية.

حتى قبل الإغلاق العالمي (أي: قبل الهلع الذي سرّعته الحكومة)، كان الاحتياطي الفدرالي قد قدّم نحو 500 مليار دولار في تمويل طارئ لأسواق إعادة الشراء. أما الآن فالوقود يُلقى حرفيًّا على النار. ولكن الحجم ليس وحده المخيف، بل هو مجرد مظهر واضح لفقدان السيطرة في طريق التصعيد المتعرّج. بعد الانهيار الأول لسوق البورصة، أصدر الاحتياطي الفدرالي تخفيضًا في معدل الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس، انهار السوق أكثر، ثم أعلن الاحتياطي الفدرالي زيادة 1.5 تريليون في التمويل قصير المدى (شهر إلى ثلاثة شهور) لتقديمها لأسواق إعادة الشراء. انهار السوق مرة أخرى بعد ثلاثة أيام، فأُعلن عن برنامج رسمي للتيسير الكمي بقيمية 700 مليار دولار لشراء 500 مليار في خزائن حكومة الولايات المتحدة و200 مليار في سندات الرهون العقارية. بالتزامن مع هذه الحركة، وصل انخفاض معدلات الفائدة قصيرة المدى إلى 100 نقطة أساس (إلى الصفر).

نعم، انهار السوق مرة أخرى، وانتقلت أسواق الائتمان وتابع الفدرالي استجابته على طريقة «مهما كلف الأمر» وأعلن برنامج تيسير كمي غير محدود. هذه الحركات الثلاث الأعنف في تاريخ الفدرالي كلها صدرت في 10 أيام. وفي آخر أفعاله غير المسبوقة، بدأ الاحتياطي الفدرالي يشتري أسهم الشركات في السوق الثانوي ويشارك في الإصدارات الأولية لائتمانات الشركات. ووسّع الفدرالي شراءه لسندات الرهون العقارية ليشمل سندات رهون عقارية تجارية (عقارات تجارية). بالإضافة إلى ذلك، أسس الفدرالي منشأة لإصدار سندات أصولية لشراء قروض الطلّاب وقروض السيارات وقروض بطاقات الائتمان، إلخ. كل هذا من دون بطاقة سعر، وما هو إلا وعد بفعل كل ما يكلفه الأمر. مضحكٌ لو لم يكن جدّيًّا، ولكن السؤال الحقيقي هو: إذا كان الفدرالي متحكّمًا فعلًا بالاقتصاد، فلمَ انفعاليّته؟ لمَ تغيّرت خططه هذا التغير الكبير في فترة 10 أيام إذا كان فاهمًا لمدى المشكلة أصلًا؟ ولا عليك من العواقب غير المقصودة، فما هي إلا دليل على أن الفدرالي لا يحكم الاقتصاد. لمَ أعلن الفدرالي عن برنامج التيسير الكمي بـ700 مليار دولار إذا كان لا يتوقع أنه سيعمل؟ إنها لعبة «احزر وتأكّد» التقليدية، إلا أن العواقب فعليًّا لا يمكن التأكد منها أبدًا (كل ما يمكن فعله هو اختبار انفعلات السوق المباشرة). المشكلة هي أن اقتصادنا على المحك.

«إن في الاحتياطي الفدرالي مقدار غير محدود من النقد».

نيل كشكري، رئيس الفدرالي في مينيابوليس – 22 مارس 2020 (60 دقيقة)

 

«عندما نقرض بنكًا، نستعمل حاسوبًا لنحدد مقدار الحساب الذي يدينون به للفدرالي […] الأمر أشبه بطباعة المال منه بالإقراض».

بن برنانكي، رئيس الفدرالي السابق – 15 مارس 2009 (60 دقيقة)

 

سيتحوّل هذا التريليون والنصف الذي قُدّم إلى أسواق إعادة الشراء ليكون زيادة في برنامج التيسير الكمي الرسمي للفدرالي، وسيُتوَقَّع أن يبلغ هذا البرنامج أكثر من 4 ترليونات دولار في نهايته، وهو توقّع محافظ. لن يستطيع الفدرالي إخماد النار التي هي أزمة السيولة بتمويل قصير المدى، ولن يجد حلًّا سوى تمويل حصة أكبر من نظام الائتمان، أكبر من التي موّلها في أزمة 2008 لأن المشكلة الآن أكبر. ثم إن الكونغرس يعمل الآن على إصدار حزمة حوافر مبدئيًّا بتريليوني دولار، استجابةً للجائحة العالمية. لن يأتي النظام المصرفي من عند نفسه بطريقة سحرية بالنقد اللازم لتمويل توسيع كبير لعجز الحكومة الفدرالية، لا سيما والسوق يعاني أزمة سيولة. فلدينا في النهاية أزمة سيولة تتفاقم. نتيجة ذلك، سيُجبر الفدرالي على تمويل أي رد مالي ببرامج تيسير كمي لا تزال تتوسع. إنها الطريقة الوحيدة التي تستطيع بها البنوك الحصول على النقد اللازم لتمويل هذا الحافز المالي. كل الطرق تؤدي إلى الفدرالي وإلى التيسير الكمي الذي لا ينتهي.

هذا هو العاديّ الجديد، وليس فيه شيء يمكن استدامته. وهو ليس واقعًا يجب علينا قبوله. عندنا طريق أفضل. وعندما يراقب الناس، وسط خوفهم وهلعهم، يبدو لهم أنه ما من بديل. ولستُ أدري متى بدأ هذا الجَمّ من الناس يعتقدون أن دور الحكومة محاربة الجوائح العالمية (وليس دور السوق الحرة)، ولكن يبدو أن هذا هو العالم الذي يطالب به كثير من الناس مطالبة عنيفة. هذا دليل على إخفاقهم في فهم المشكلة الأصلية. وهو خطأ في تشخيص سقوط الجائحة العالمية واعتقاد زائف بأن الأمل الوحيد هو بتوزيع أموال أنشأتها المصارف المركزية والحكومة من الهواء. إنه اعتقاد غير عقلاني. ما من سبب يجعل إغلاقًا اقتصاديًّا كاملًا يرمي بالعالم إلى هاوية الكساد الاقتصادي. بل هو نتيجة نظام مالي هش في جوهره، معتمد على توسيع دائم للائتمان ليحافظ على نفسه، ولولا هذا التوسيع لانهار. إن هشاشة النظام المالي العالمي هي المشكلة، لا الجائحة العالمية. لا تُخدَع. ليست الجائحة سبب إخفاق النظام المالي.  بل الإخفاق أمر لا بد منه، بالجائحة ومن دونها. لولا الاعتماد الكثيف على الائتمان وعلى درجة عالية من الرفع، ما كان العالم ليرى الاتجارات الآجلة بأسهم S&P 500 تبلغ حدها الإغلاقي الأدنى بشكل طبيعي.

والاعتماد الاقتصادي على الائتمان ودرجة الرفع العالية في النظام ليسا أمرًا طبيعيًّا وليسا ناتجين عن الرأسمالية ولا عن السوق الحرة. بل هذا الوضع في السوق هو نتيجة المصارف المركزية في كل مكان. الاضطراب ليس مقصودًا لكن بنية السوق مقصودة. ردًّا على كل أزمة اقتصادية ظهرت في العقود الأربعة السابقة، استجات المصارف المركزية (ومنها الفدرالي) بزيادة معروض المال وتخفيض معدلات الفائدة، ليمكن المحافظة على مستويات الدين القائمة ويمكن إنتاج مزيد من الائتمان. كل مرة يحاول النظام كله أن يلغي الرفع، عملت المصارف المركزية على منع ذلك بتقديم الحوافز النقدية، فكأنّها تركل العلبة في الطريق، لتتيح تراكم عقود من الاضطراب الاقتصادي في نظام الائتمان. هذا هو السبب الأصلي للهشاشة الجوهرية في النظام المالي (انظر هنا). وهذا هو السبب الذي يجعل رد المصارف المركزية كلما طرأت مشكلة اقتصادية أكبر وأشدّ تطرّفًا. كلما زاد الاضطراب احتجنا إلى قارب أكبر.

بذلك، يُدفَع النظام كله مرة بعد أخرى إلى شفا الهاوية نفسه. ويصبح الخطر النهائي على النظام (استقرار العملة الأساسية) أكبر وأكبر. الجميع مُجبَر من حيث يدري أو لا يدري على مجاراة هذه القيادة المخيفة، ولكن الذين يتنبّهون للعبة الحقيقية يرون أن البيتكوين أوضح طريق خروج من هذا الجنون. بتبسيط التيسير الكمي إلى أصغر عوامله، يجوز لنا أن نقول إنه ليس إلا بخسًا للودائع النقدية. هذا التيسير الكمي يفسد كل آلية تسعير في الاقتصاد وهدفه المقصود هو توسيع الائتمان. عندما تُكتَب كتب التاريخ عن فترة ما قبل البيتكوين هذه، سيُذكَر أن الإخفاق في فهم عواقب إفساد آليات التسعير العالمية هو أصل كل الافتراضات المعيبة في عقيدة المصارف المركزية الحديثة. لا مناص. أقصى ما يمكنك أن تفعله هو أن تتحمل السقوط. ولكن عندما تلتقي عقليّتا «لا تطأني» و«قرّب وخذه»، يبدأ الأمريكيون المحبون للحرية حول العالم مهما تنوعت مسالكهم في الحياة بوضع حدّ للمصارف المركزية. لا بد من طريق أفضل، لأن الطريق الأفضل دائمًا موجود.

هذا هو جوهر فكرة الأمل، وهو طبيعة الإبداع الإنساني. إنه رفض هذا العاديّ الجديد أمرًا واقعًا. إذا أمكن تبسيط التيسير الكمي إلى بخس الودائع النقدية، فيمكن كذلك تبسيط البيتكوين إلى حرية تحويل القيمة إلى نوع من المال لا يمكن التلاعب به. في الطريق إلى الرقّ، يصف حايك وظيفة المال أفضل وصف: «إنّه أقرب إلى الحقيقة أن نقول إن المال واحد من أعظم أدوات الحرّية التي اخترعها ابن آدم». يتابع حايك الشرح ليبيّن أن المال يتيح للناس طيفًا واسعًا من الخيارات ما كان ليمكن تخيّله لولا وجود المال. ويفعل المال ذلك بتوزيعه المعرفة من خلال آلية تسعيره، وهي أهم إشارة في السوق (بالإجمال) تسهّل التنسيق الاقتصادي وتخصيص الموارد. ولكن، عندما تعطَّل الحريات التي يتيحها وسيط مالي، لا بدعَ أن يجد الإبداع الإنساني طريقًا ليبعثَ خلقًا جديدًا يقوم بالوظيفة نفسها قيامًا أفضل وأفعل. هذا هو البيتكوين، ولا رجعة بعد الآن. إن القطة المجازية التي خرجت من الحقيبة، وتوزّع المعرفة توزّع متسارع في طبيعته.

إن وعد البيتكوين هو نظام مالي أكثر استقرارًا. لا وعد بقيمة محددة في يوم محدد، بل الضمان الوحيد الذي يقدمه البيتكوين هو أن معروضه ليس عرضة للتلاعب أو البخس المنظومي على يد مصرف مركزي (أو أي أحد). هنا سؤال يبدو أنه ثابت: «هل البيتكوين ملاذ آمن»، وسؤال أحدث منه:«لم ارتبط البيتكوين مؤخرًا بالأسواق المالية (المنهارة)؟». الحقيقة البسيطة هي أن البيتكوين ليس ملاذًا آمنًا، على الأقل ليس بالمعنى المعرَّف في الثقافة السائدة. إنه ليس مخزونًا على نحو واسع يتيح له أن يكون ملاذًا آمنًا. بل لم يزل وليدًا، ومن المتوقع أنه عند حدوث حدث نزع رفع عالمي، سيُباع الأصل السائل مع كل شيء آخر.

ولكن، تبقى الحقيقة أن البيتكوين هو المنافس المضاد للهشاشة، لنظامنا المالي الهش في جوهره.

في كتابه المعنون بالعنوان نفسه ضد الهشاشة، يعرّف نسيم طالب مضادة الهشاشة لا بمجرد المتانة والصلابة، بل بمناقضة الهشاشة. تكتسب الأنظمة المضادة للهشاشة قوّة وتتغذّى على التقلّبات. إن التقلّب مؤخرًا في البيتكوين ليس على الراجح إلا البداية ولكن الحقيقة التي يمثلها هي اكتشاف السعر الذي لا ينقطع. ليس في البيتكوين قاطع تيار ولا إنعاش. كل فرد مشارك في الشبكة مسؤول والسوق ليس فيه مجازفات أخلاقية. عندما يهدأ الغبار، ما لا يقتل البيتكوين يقوّيه. بالمعنى الحرفي. إنه يعيش ويزدهر في البرية، من دون أي تنسيق مركزي. وهو ليس لضعاف القلوب، بل هو أرض الأحرار وموطن الشجعان. عندما ينجو البيتكوين، سيبقى معروضه الثابت، وستفرض نجاته مكانه في العالم. مرة بعد مرة، ومع كل حافز نقدي يُحقَن في النظام الاقتصادي القديم، ستتّضح وظيفة البيتكوين الجوهرية وتتبين لمزيد من الناس. لن يكون الأمر مصادفة، بل سيكون بسبب الفرق الشاسع بين النظامين. البيتكوين مع كلّ تقلباته، يؤسس قواعد نظام نقدي أكثر استقرارًا.

مخطط سعر البيتكوين (المصدر: منصة كوينبيس برو، بيانات السعر كل 6 ساعات)

لأن معروض البيتكوين لا يمكن أن يُحرَّف، سيبقى سعره ومصداقيته كذلك أمينين من التحريف إلى الأبد. كلاهما سيحددهما السوق. ونتيجة ذلك، لن يحافظ نظام الائتمان في البيتكوين على اختلالات لا يمكن الحفاظ عليها من دونه. بعد طبيعة المعروض الثابت، هنا يظهر الفرق في التطبيق العملي. إن تراكم الاختلالات في نظام الائتمان (التي تسببها المصارف المركزية) هو أصل الهشاشة في الاقتصاد العالمي اليوم. في سوق مؤسس على أساس عملة لا يمكن التلاعب بها، كلما ظهر اختلال، أدّته القوى الاقتصادية مباشرة إلى درب الإصلاح، وهو ما يمنع خطر الائتمان المنظومي الذي يتفشّى في النظام المالي القديم. بدلًا من إضرار المستقبل بالسماح لتراكم الاختلالات تحت السطح، يعمل المعروض المالي الأمين من التلاعب في البيتكوين عمل الحاكم الذي يطفئ النار متى ظهرت. إن المكونات المفردة الهشة للنظام سيُضحّى بها وسيصبح النظام كلّه مضادًّا للهشاشة بهذه العملية.

عند جو سكواك أن عملة ليبرا الفيسبوكية هي التي جعلت البيتكوين أقرب إلى أذهان الناس. عند غيره، التضخم الكبير في فنزويلا هو الذي فعل ذلك. وعند كثيرين، إنما هو الحقيقة غير المنقطعة من الأزمات المالية والتيسيرات الكمية التي تحدث مرة بعد مرة. مهما كان عدد دورات التيسير الكمي في جعبة الفدرالي ونظرائه العالميين، فإن البيتكوين يصبح ولا بدّ صرخة للقتال لكل الذين يرون اقتراب هلاك القطار ولا يريدون الانتظار دون فعل شيء. البيتكوين ليس عمل عصيان مدني جماعي، بل هو إدراك فردي لحاجة العمل من أجل حفظ النفس. لا بد من لحظة ستأتي على كل واحد فينا، يحكم فيها الحس المشترك وغريزة البقاء. قد يختلف المشهد عند كل فرد، ولكن في النهاية، البيتكوين طريقة لحفظ نوع من أنواع الحرية لا يمكن لولاه حفظه من العطب أو النقص. سواء أحاولت الحكومات حظر البيتكوين أو ألقت عليه إخفاقات النظام القديم، تذكر دائما بساطة ما يقدمه البيتكوين. إن ما يقدمه البيتكوين ليس إلا حرية الفرد في تحويل قيمته في العالم الحقيقي إلى نوع من المال لا يمكن التلاعب به. إنها حرية أساسية وبسيطة ولكنها حرية يجب اكتسابها. لذا لكل الأمريكيين في العالم، حافظوا على تواضعكم، وجمّعوا الساتوشيات، واثبتوا أماكنكم. مهما كلف الأمر.

«لقد طلب العدو استسلامًا […] وأجبت طلبه بضربة مدفع».

المقدَّم ويليام ترافيس (24 فبراير 1836) (رابط إلى رسالة ترافيس الكاملة)

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى