اقتصاد

بيتكوين والخوف

اقرأ المقال الأصلي، وتابع المؤلف على تويتر | ترجمة: SB3

كلّما ركَضَ ثورُ البيتكوين (أي تزايد سعرُها وتزايدت ثقة الناس بها) حاول المنكرون أن يسوّغوا فواتَ قطارهم بالخوف Fear والريبة Uncertainty والشكّ Doubt، وهو ما سمّاه أهل البيتكوين FUD، اختصارًا. إن معظم هذه المخاوف لا أساس لها تعتمد عليه، وما هي إلا روايات سلبيّة عن البيتكوين لا بدَّ أن تواجَه. 

وإني لأرى مزيدًا من هذه المزاعم يعرُض مع صعود البيتكوين، لذا سأعقد في هذه المقالة جلسةً سريعةً أدحض فيها بعض أشهر هذه المزاعم: 

القيمة الجوهريّة 

يشتكي الرافضون من أن البيتكوين لا قيمة جوهريّةً لها، مع أن عملتهم الحكومية الأساسية لا قيمة جوهرية لها (فالدولار لم يعد مدعومًا بالذهب).

«ليس للبيتكوين قيمة جوهرية… ولا للدولار الأمريكي، ولا اليورو، ولا الفرنك الروسي، ليس لأي شيء من هذا قيمة جوهرية» – الاحتياطي الفدرالي

البتكوين فقاعة

عدّة فُقّاعات
عدّة فُقّاعات

«ليس من عادة الفقاعات أن تدوم 12 عامًا» – جي بي مورغان 

البيتكوين ليس التوليب. (إشارة إلى جنون التوليب في القرن السابع عشر) تقدم البيتكوين للعالم أفضل مخزن رقمي للقيمة منذ الأزل، سامحةً للناس أن يخزنوا القيمة في مخزن صعبِ الانتزاع، وأن يرسلوها إلى من شاؤوا في العالم، من دون إذن أحد. 

البيتكوين فقاعة لا تنفجر. 

غسل الأموال والمخدرات

يغسَل في العام الواحد نحو تريليونَيْ دولار حول العالم، ويصرف الأمريكيون 150 مليار دولار على المخدرات كل عام، أما رأسمال سوق العملات الرقمية فهو 1.1 تريليون دولار في أثناء كتابة هذا الكلام. إن المشكلة موجودة حتى في أموال الحكومة، بل إن قواعد البيانات العامة للعملات الرقمية (الدفاتر Ledgers) تجعل التعتيم على عمليات التمويل صعبًا.

«ليس في العملات المشفرة خطر كبير من جهة غسل الأموال وتمويل الأنشطة الإرهابية» – مجموعة العمل المالي

تقلّب الأسعار

ليس في السوق ثابتٌ إلا التقلّب. لا يقول أحد «إن الذهب ليس مخزنًا جيّدًا للقيمة بسبب تقلب أسعاره»، لكننا نسمع هذا دائمًا عن البيتكوين. تجد أدناه مخططًا لأسعار الذهب في السنين المئة الماضية. انظر إلى مدى «استقرار» مخزن القيمة الذي بلغ عمره 4 آلاف عام الآن. 

فكيف بعملة جديدة؟ لا شكّ أن سعرها لن يمشي حسب منحنٍ خطّي. 

هذا وإن السعر المستقر نقيضُ جودة تخزين القيمة، لأنه يدل على أن العرضَ تتحكم به جهة مركزية.

أسعار الذهب في السنين المئة الماضية

استهلاك الطاقة

يشتكون من استهلاك الطاقة لتعدين البيتكوين، ولا يقارنونه باستهلاك الطاقة لاستخراج الذهب، أو لعمل النظام المالي، أو الحكومة أو المحاكم أو التقاط الصور، أو مشاهدة آل كارديشيان. 

ما دمتَ قد اشتريت الكهرباء، فليس في العالم «شرطة أخلاق للكهرباء» تحاسبك على استعمالك لهذه الكهرباء. وإذا أردت، فهذه مقالتي السهلة القراءة عن برهان العمل في البيتكوين واستهلاكه للطاقة.

تكاليف استهلاك الطاقة سنويًّا، من مخطط واردٍ في مقالتي المذكورة أعلاه

التحكم

يخاف بعض الناس أن يكون مؤسس البيتكوين مجرمًا إلكترونيًّا مجهولًا، وبعضهم أن يكون مجموعة من الأفراد المؤسسين للنظام المالي الحكومي. يخاف بعضهم أن السياسة المالية لا يتحكم بها أحد، وبعضهم أن رجالًا مسنين -لا يستطيعون حتى تسميتهم- يتحكمون بها. لكن الكود المصدري للبيتكوين متاح لينظر فيه أي أحد. 

هل يتلاعب أحد بالبيتكوين؟ 

على مدى العقد الماضي، غُرّمت البنوك عالميًّا بأكثر من 330 مليار دولار إثر تحقيقات في التلاعب بأسواق عدة، منها: الفوركس، والمعادن، وسعر الفائدة بين البنوك في لندن، وغير ذلك. تبلغ هذه الغرامات المتراكمة ثلثَ الرأسمال الكلي للعملات المشفرة. 

إن في كل سوقٍ «تلاعبًا»، ولكن هذا لا يجعل السعر أقلّ حقيقيّةً. 

ليس سوق البيتكوين أسوأ من الأسواق الأخرى. البيتكوين من أشدّ الأصول سيولةً في العالم، ويجري اكتشاف سعره في عشرات الأماكن، وله سجلّات يستطيع مراجعتها أي أحد. 

عملة تيثر Tether

من الحماقة الاعتقاد بأن عملة مستقرة، ليس فيها إلا 3% من رأسمال البيتكوين، تستطيع أن تؤذي البيتكوين وتجعلها مفلسة.

الارتباط لا يعني السببية. لئن كان إصدار تيثر مرافقًا لصعود البيتكوين، فلا يقتضي هذا أنه سببه. فعملة USDC، وهي عملة مستقرة أخرى، فيها الارتباط نفسه، وهو شيء بديهي لأن الناس يستخدمون الأموال ليستغلوا الفرَص العشوائية. لماذا تُقلق عملة USDC المتوجّسين؟

عندما انهار الريبل (عملة XRP) لم تتأثر البيتكوين. عندما أفلست البيتكونكت، لم تتأثر البيتكوين. ببساطة، ليست تيثر خطرًا إلا على من هي في حيازتهم. لا خطرَ عليك ما دمت تملك البيتكوين. 

ضيّف نيك كارتر في بودكاسته دان ماتوسزفسكي، التاجر خارج البورصة، الذي تاجر بمليارات الدولارات في تيثر، وقد دحض بعض هذه الأساطير. 

وإذا كان إصدار تيثر مفبركًا كلّه، فإن هذا سيفيد البيتكوين فائدةً جمّة، لأن الناس سيبيعون التيثر والعملات المستقرة الأخرى ليشتروا البيتكوين. 

قديمًا في 2013/2014، كانت مخاوف «ويلي بوت» حاضرة، إذ ظن الناس أن سعر البيتكوين لا يتصاعد إلا بسبب بوت يتلاعب به صعودًا على إم تي غوكس. وهي دعوى لا أساس لها. 

خلاصة

لا تدلّ هذه المخاوف إلا على حجم التغيير الذي جاءت به البيتكوين. كل تقنية جديدة تثير في الناس مخاوف تكون متناسبة مع أثرها في العالم. 

عندما اختُرعت الدرّاجات في القرن التاسع عشر، رماها الناس بشتّى أنواع المصائب، من تجنين الناس إلى تدمير أخلاق النساء. في المستقبل، سننظر إلى هذه الاعتراضات كما ننظر اليوم إلى الاعتراضات على الدرّاجة: بضحك.

أمْسِك – HODL، 
دان

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى