في الآونة الأخيرة، دخلت سلطنة عمان دائرة الضوء بفضل إطلاقها لمشروعين ضخمين في تعدين البيتكوين بتكلفة تزيد عن 1.1 مليار دولار. يشهد تعدين البيتكوين في عمان نمواً سريعاً مع تطوير مشروعين ضخمين للتعدين، وهما “إكزاهيرتز” و”غرين داتا سيتي”. ويتوقع أن يصبح هذان المشروعان أكبر مراكز تعدين للبيتكوين في الشرق الأوسط.
عملاقي التعدين في عمان
حتى شهر سبتمبر، كانت القدرة التعدينية المشغلة في عمان تقدر بحوالي 20 ميجاوات، وهذا يعادل حوالي 0.2٪ من القوة الحاسبية العالمية لشبكة البيتكوين. ومن المتوقع أن يصل الإنتاج الكلي لعمان إلى 4 EH/s أو ما يعادل 0.9% من قدرة التعدين على الشبكة بحلول نهاية العام، وهذا النمو سيأتي من توسعة “إكزاهيرتز” إلى 100 ميجاوات.
ومع ذلك، لن تتوقف مشاريع تعدين البيتكوين في عمان عند هذا الحد. في النصف الثاني من عام 2024، تتوقع “إكزاهيرتز” أن تكون لديها قدرة تعدينية تبلغ 275 ميجاوات، بينما تخطط “غرين داتا سيتي” لتشغيل قدرة تعدينية تبلغ 150 ميجاوات. وبالتالي، يمكن أن يصل إجمالي القوة الحاسبية لعمان في النصف الثاني من عام 2024 إلى 15.7 EH/s، مما يعادل حوالي 2.6٪ من شبكة البيتكوين.
ستواصل شركتا “إكزاهيرتز” و”غرين داتا سيتي” توسيع نطاقهما ليصلا إلى قوة مشتركة تبلغ 1200 ميجاوات مما قد يولد 54.8 EH/s أو ما يعادل 7% من قدرة التعدين على الشبكة في يونيو 2025. ومع ذلك، من الهام الإشارة إلى أن هاتين الشركتين لم يحددا جدولًا زمنيًا محددًا لتوسيعهما بالكامل.
تعدين البيتكوين يساعد على تقدم وازدهار المجتمعات
مثل معظم دول المنطقة، تصدر عمان النفط بينما تستخدم الغاز في توليد الكهرباء للاستخدام المحلي. ولكن تسعى الحكومة العمانية لتوليد 30% من الكهرباء من المصادر المتجددة بحلول عام 2030. وتعتبر الطاقة الشمسية من أبرز المصادر المتجددة في عمان. ومن المتوقع أن تنمو القدرة الإنتاجية الكلية للكهرباء في عمان بنسبة 8.7% سنويًا حتى عام 2027.
صُمم نظام الكهرباء في البلاد ليتحمل استهلاك الكهرباء في الصيف جراء تشغيل أجهزة تكييف الهواء. ومثل بقية دول المنطقة، تنتج عمان المياه العذبة من خلال محطات مشتركة لتحلية مياه البحر وتوليد الطاقة. ويجب على عمان الاستمرار في تشغيل هذه المحطات خلال فصل الشتاء حتى مع انخفاض الطلب على الكهرباء.
بفضل فائضها الطاقي الهائل ورغبتها العميقة في تنويع وتحديث اقتصادها، بدأت عمان في التوجه بقوة نحو تعدين البيتكوين. يتمتع مُعدنو البيتكوين بعدة خصائص تجعلهم مستهلكين مرنين بشكل فريد للكهرباء، وبالتالي فهم في وضع مثالي لتوفير المرونة المطلوبة في الطلب على الشبكات ذات الطاقة المتجددة بشكل كبير وتحقيق عائد مادي من الفائض المهدور من انتاج الكهرباء.
الدعم الحكومي لتعدين البيتكوين
تسعى الحكومة العمانية إلى تحقيق رؤية عمان 2040، التي تركز على بناء بنية تحتية حديثة في مجال الطاقة والاتصالات، مثل الذكاء الصناعي وتخزين البيانات السيادية والهيدروجين والطاقة الشمسية وتعدين البيتكوين. كما تأمل الحكومة أن تتمكن مشروعات تعدين البيتكوين في عمان من جذب الاستثمار المباشر الأجنبي وخلق فرص عمل في مجال تكنولوجيا المعلومات للمواطنين.
يتمتع معدنو البيتكوين المرخص لهم في عمان بدعم حكومي قوي يتمثل في أسعار خاصة وتنافسية للكهرباء، بالإضافة إلى الإعفاء من معظم الضرائب، بما في ذلك الضريبة الشركات وضريبة القيمة المضافة والرسوم الجمركية.
تطلب تقديم مفهوم مثير للجدل مثل تعدين البيتكوين تأملًا وتدقيقًا كبيرًا من ناحية التوافق مع الشريعة الإسلامية. ولكن بعد مناقشات تنظيمية مكثفة بدأت في عام 2019، خلصت الحكومة العمانية في النهاية إلى أن البيتكوين يتوافق مع الشريعة الإسلامية، مقبلة على هذا الابتكار الحديث ودمجه ضمن التقاليد العميقة للسلطنة.
الخلاصة
تتجه سلطنة عمان نحو أن تصبح نقطة رئيسية في تعدين البيتكوين خلال السنوات المقبلة. بالتعاون مع جيرانها، مثل الإمارات، قد تزيد من حصة الشرق الأوسط في شبكة تعدين البيتكوين. هكذا، تسعى عمان لترك بصمة في العالم الرقمي بواسطة تعدين الذهب الرقمي.
أعجبك المقال؟
تحويلك يذهب منك مباشرة إلى للكاتب
أحصل على محفظة برق من هنا
