تقنية

البيتكوين بطيء وعملتي تتفوق على البيتكوين

الحُجة البيتكوينرية في الرد على شُبهات الشيتكوينرية

هذه الشُبهة من أكثر الشبهات انتشاراً عند أنصار الشيتكوينز وأقدمها. لا يكاد يمر يوم حتى تسمعها من أعداء البيتكوين أو من المبتدئين، ويطرحون هذه الأسئلة كطريقة لإثارة التساؤلات والشكوك. نعم، البيتكوين بطيء مقارنة بأنظمة الدفع السريع كالفيزا وماستركارد وغيرها، وللرد على هذه الشبهة لابد لنا أن نفهم أولاً آلية عمل البيتكوين ونفرق بين مصطلحين خلط الناس بينهما خلال العقود الماضية حتى ظنوا أن آلية عملهما واحدة، وهما “التحويل” و”التسوية”.

الكثير يعتقد أن البيتكوين يتم (إرساله واستقباله) على شكل (تحويل) من محفظة إلى محفظة، ولكن هذا غير صحيح. البيتكوين يتم (تسويته) على الشبكة دون تحويل، ولكي نفهم الفرق بين التسوية والتحويل، تخيل معي كيف أن شبكة البيتكوين هي عبارة عن دفتر كبير يوجد فيه جميع أرصدة المستخدمين مسجلة على هذا الدفتر وموزعة بشكل لامركزي. ويتحدث هذا السجل تقريباً كل عشر دقائق بكتلة جديدة يتم إضافتها لكي نعرف العناوين التي (تنازلت) عن البيتكوين لصالح عناوين أخرى.

كيف تتم عملية (التنازل) عن البيتكوين أو (التسوية)؟

سأطرح مثالاً بسيطاً لكي تفهم الفرق (في هذا المثال لدينا ناصر وعبد الله). عندما يريد ناصر إجراء تسوية على شبكة البيتكوين مع عبد الله، في هذه الحالة يتخيل البعض أن ناصر يرسل البيتكوين إلى عبد الله عبر تحويله إلى عنوان آخر، ولكن هذا غير صحيح. الصحيح هو أن ناصر يعلن لشبكة البيتكوين من خلال بث معاملته لها أنه سيتنازل عن هذا الرصيد لصالح صاحب هذا العنوان (عبد الله).

إذا وصفنا هذه العملية بالحوالة، ستندرج تحت عدة مفاهيم. الحوالة تأتي من إحالة الشيء يعني تمريره أو نقله، وقد تمر الحوالة بمفهوم النقل أو التمرير بين وسيط واحد أو عدة أوصياء. أو في حالة البيتكوين، قد يتخيلها البعض أنها تمر عبر عدة نودات (العُقد المشغلة لسوفتوير البيتكوين) لكي تمررها بينها في شبكة البيتكوين. وذا كانت آلية عمل البيتكوين هي بالتحويل كما يُتصور، فقد يعلق تحويلك في أحد هذه الأجهزة كجزء طبيعي من مشاكل آلية عمل الحوالات، ولكن هذا ليس البيتكوين.

عندما يريد ناصر إرسال البيتكوين إلى عبد الله على شبكة البيتكوين، فيتم إجراء (تسوية) نهائية بخصم المبلغ المراد إرساله من رصيد ناصر مباشرة من هذا الدفتر المسجل لدى جع العقد التي تسجل أرصدة المستخدمين، ومن ثم يتم تسجيل هذه الكمية أورصيد الجديد في حساب عبد الله من خلال كتلة جديدة يتم إضافتها إلى سلسلة الزمن كل ١٠ دقائق. يستطيع ناصر استرجاع المبلغ إذا لم يتم تأكيد هذه التسوية لأن المبلغ لا يزال في حسابه ولم يتم (تسويته). ببساطة يمكنك أن تسمي عملية إرسال البيتكوين قبل (تسويتها) في كتلة على سلسلة الزمن بمصطلح “حوالة”، أي أن هذه الحوالة يمكن دائماً التراجع عنها والتعديل عليها قبل (تسويتها). فعلى عكس ما يظن البعض به عندما يختفي الرصيد من أمامه على محفظته فإن البيتكوين تم إرساله إلى شبكة البيتكوين ويصبح الرصيد غير متاح في محفظته ولا يكون هناك مجال للعودة، وهذا غير صحيح. يمكن لناصر استرجاع المبلغ إذا لم يتم تأكيد هذه (الحوالة) (كتسوية) نهائية في كتلة جديدة وإضافتها إلى السجل.

في أنظمة (الحوالات) كالفيزا وماستر كارد، دائماً ما يكون هناك مجال لإلغاء العملية أو تسويتها في وقت آخر، بمعنى أنه حتى لو تأكد التحويل وانخصم الرصيد من أمامك فالأموال لم تغادر حسابك، على عكس أنظمة التسوية الن ففي شبكة البيتكوين بمجرد ما يتم (تأكيد هذه التسوية) في كتلة، فلن يستطيع ناصر الآن الرجوع في هذه التسوية ولن يستطيع أي شخص إلغاءها أو التعديل علي فالآن أصبحت هذه التسوية نهائية وغير قابلة للاسترداد.

يستطيع البيتكوين إجراء 7 تسويات بالثانية وهو لا يقارن بأنظمة الدفع الأخرى كالفيزا وماستر كارد لأن بالأصل هذه الأنظمة ليست أنظمة تسوية بل هي أنظمة حوالات ومدفوعات. والفرق هنا بين أنظمة التسوية وأنظمة الدفع أن التسوية لا رجوع فيها، بينما في أنظمة الدفع تسمح لك بإجراء ملايين التحويلات ولكن بتسوية آجلة وبإمكانية التراجع حتى بعد تأكيد التحويل لأن التسوية النهائية لم تحصل بعد.

لم يوجد البيتكوين لغرض استعماله كشبكة مدفوعات أبداً، بل وجد لمنافسة أنظمة التسوية مثل شبكة (SWIFT) العالمية التي يتم إجراء التسويات عليها بين شعوب العالم والبنوك المركزية. لنأخذ سيناريو يوضح فائدة شبكة البيتكوين: تخيل معي الآن لو أراد ناصر أن يرسل حوالة دولية إلى عبد الله، أولاً سيضطر ناصر إلى أخذ معلومات عبد الله وقد تكون هذه البيانات تنتهك خصوصية عبد الله بشكل كبير. وعندما يحاول ناصر إجراء هذه التسوية مع عبد الله يكتشف أن البنك الذي يستعمله لا يدعم إجراء التسوية مع بنك عبد الله في دولته، فيضطر أن يستخدم ناصر بنكاً آخر أو وسيطاً آخر. وعند استعماله لهذا البنك أو الوسيط يكتشف ناصر أن هذه التسوية تأخذ رسوماً كبيرة قد تصل إلى نصف المبلغ الذي يريد إرساله أصلاً. فيضطر ناصر لدفع هذه الرسوم ومن ثم إجراء التسوية، وخلال هذه العملية يكتشف أنه لا بد له من الانتظار عدة أيام لكي تتأكد هذه التسوية، وأحياناً بعد عدة أيام من الانتظار ترفض هذه الحوالة لأسباب لا يفسرها لك البنك أو الوسيط. بينما يستطيع ناصر إرسال حوالته إلى أي مكان في العالم بتسوية نهائية خلال ١٠ دقائق فقط، أسرع من أي شبكة تسوية في هذا العالم وبرسوم بسيطة دون الخوف من إيقاف هذه التسوية أو ضياع المبلغ. ولا يحتاج عبد الله أن يكشف عن أي معلومات قد تضر بخصوصيته، ما عليه سوى إعطاء المُرسل عنوان البيتكوين الذي يريد الاستقبال عليه.


⚡كل أسبوع أرسل لك موجز لأهم مستجدات البيتكوين، تقرأه في 5 دقائق👇


ماذا عن المدفوعات الصغيرة التي قد تكون رسوم شبكة البيتكوين أعلى منها؟

كما في نظام الفيات فيزا وماستركارد، يمتلك البيتكوين نظام دفع خارقاً يتفوق على جميع أنظمة الدفع العالمية. بُني هذا النظام كطبقة ثانية للبيتكوين وخصيصاً لمشكلة التوسع، يُعرف نظام الدفع هذا باسم “شبكة البرق”. تستطيع شبكة البرق أن تجري ثلاثة أضعاف عدد التحويلات التي تتحملها شبزا العالمية، وتتم هذه التحويلات برسوم شبه صفرية وبسرعة عالية جداً (أسرع من فيزا وماستركارد) وبتسوية شبه نهائية. تستطيع شبكة البرق أيضاً التواصل مع طبقات البيتكوين الأخرى مثل شبكة ليكويد والمصكات وغيرها من الطبقات الأخرى للبيتكوين، وتعمل على تسهيل التواصل بين هذه الطبقات وربطها بشبكة البرق لتسهيل تبادل البيتكوين بشكل خصوصي وأكثر كفاءة. وعلى عكس نظام الفيات الذي يجبرك على أن تستخدمه بشكل وصائي فقط، يستطيع المستخدم لشبكة البرق أن يختار بنفسه كيف يريد استعمال شبكة البرق، إذا كان يريد استعمالها بشكل وصائي أو لا وصائي حسب احتياجه وخبرته.

ولكن عملتي تستطيع إجراء ألف تحويل بالثانية على الطبقة الرئيسية ولا تحتاج لطبقة ثانية وهي أسرع من البيتكوين؟

نحن أيضاً نستطيع أن نجعل البيتكوين يجري 10 آلاف تحويل بالثانية على الطبقة الرئيسية وأكثر حتى بلا مبالغة، ولكن علينا أن نتفق جميعاً أولاً على أن نتخلى عن اللامركزية وبذلك نستطيع أن نفعل هذا. هناك معضلة في تقنية البلوكتشين تسمى (Blockchain trillemma)، وهي تأتي على شكل مثلث كالتالي (الأمان، اللامركزية، قابلية التوسع). لا توجد عملة رقمية تستطيع أن تجمع بين هذه الخواص دون التضحية بخاصية منها.

الذي يقول لك بأن عملته تستطيع أن تجري آلاف التحويلات، هذا يعني أن حجم البلوكتشين في هذه الشبكة كبير جداً، وإذا تم استخدام الشبكة بشكل كبير وإغراقها بالتحويلات فسيرتفع حجم هذا البلوكتشين بشكل جنوني ليصبح من الصعب على الأفراد تشغيل عقدة خاصة بهم، ويصبح هذا النظام مركزياً بيد قلة من الأشخاص القادرين على تشغيله مع مرور الزمن.

أوجد البيتكوين التناغم الحقيقي بين هذه المقايضة الهندسية، واستطاع مطورو البيتكوين ومجتمعه مع مرور الوقت تطوير طبقات أخرى تساعد على توسع البيتكوين. فالآن لدينا البنية التحتية القادرة على تحمل آلاف الحلول والمقايضات الهندسية التي نستطيع أن نوفرها دون المساس بهذا التناغم المثالي.

“سيتوسع البيتكوين على شكل طبقات، كالإنترنت تماماً، وكل طبقة ستجلب معها مقايضات هندسية تختلف فيها عن الأخرى” – جيف بوث


أعجبك المقال؟

تحويلك يذهب منك مباشرة إلى للكاتب
أحصل على محفظة برق من هنا

44

Co-founder @bitcoin21_ar | boosting #Bitcoin only content in Arabic

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى