اقتصاد

البيتكوين ليس شديد التقلّب

المقالة الأصلية | المؤلف: Parker Lewis | ترجمة: BTCTranslator | تاريخ الكتابة: أغسطس 2019

هل حدثَ أن قال لك أحدٌ تحترمه أن البيتكوين لا معنى له؟ لعلّك رأيت سعر البيتكوين يتصاعد أسّيًّا ثم يسقط سقوطًا. تسجّل هذا المشهد، وتصدّق صديقك، وتصمّ أذنيك عن البيتكوين وأنت معتقد أنه ميت. ثم تستيقظ بعد سنوات، لتجد أنه ليس ميّتًا، وأنّ قيمته أصبحت أعلى بكثير مرة أخرى. وتُعيد النظر في صديقك المشكّك، هل كان مخطئًا؟

إنّ قائمة شُكّاك البيتكوين طويلة ومميّزة (طالعها هنا)، ولكن هذه الضجة لا تزيد طبيعة البيتكوين إلا مناعة. لا بُدّ للّذين يخزنون ثروتهم بالبيتكوين من أن يتفكّروا في المبادئ الأولى، حتّى يفهموا خصائص البيتكوين التي في ظاهرها مناقَضة لرأي المنظومة السائدة في المال. فإذا تفكّروا كما قلنا، ثبتت قناعاتهم ورسخت آراؤهم. تقلّب البيتكوين واحدٌ من أشيَع خصائصه المنتقدة. ومما يكرّره هؤلاء الشُّكّاك، ومنهم أصحاب المصارف المركزية، أن البيتكوين كثير التقلب فلا يصلح مخزنًا للقيمة ولا وسيطًا للتبادل ولا وحدةً للقياس. لمَ قد يدّخر أي أحد ماله بالبيتكوين عالمًا بتقلّبه؟ وكيف يكون البيتكوين عملةً فعّالة للدفع إذا كان احتمال سقوط قيمتها غدًا ممكنًا ومعقولًا؟

إنّ منفعة البيتكوين الرئيسة اليوم هي حفظ القيمة لا دفع المال، والأُفقَ الزمانيّ للمدّخرين به ليس يومًا ولا أسبوعًا ولا رُبع سنة ولا  حتى سنة. البيتكوين آليّة ادّخار طويلة المدى، لذا فإن استقرار قيمته لن يُدرك ولن يُحَقّق إلّا مع مرور الوقت عندما يعتمده الناس. إلى ذلك الوقت، يبقى التقلّب أسلوبًا طبيعيًّا لاكتشاف السعر، مع تقدّم البيتكوين في طريقه نحو التموّل والاعتماد الكامل. من جهة أخرى، البيتكوين ليس كائنًا في فراغ، ومعظم الناس والشركات لم يتعرّضوا للبيتكوين بعد، والأمرُ أن التعرّض لأصول كثيرة، ينفي التقلّب عن أي أصل منها.

قلّة التقلّب لا تساوي مخزن قيمة

من الإنصاف أن نقول إن التقلّب وتخزين القيمة مفهومان يُظَنّ لَبسًا أنهما لا يجتمعان. ولكنهما حتمًا يجتمعان. فإذا تقلّب أصل من الأصول، فلا يقتضي هذا أنه ليس مخزنًا ناجحًا للقيمة.  والنقيض صحيح أيضًا، فإذا انتفى التقلّب عن أصل ما، لم يقتضِ هذا أن الأصل المذكور مخزن ناجح للقيمة. الدولار مثال أساسي: ليس متقلّبًا (إلى اليوم على الأقل) ولكنّه سيّئ لخزن القيمة.

الأشياء المتقلّبة ليست خطرة دائمًا، والعكس أيضًا صحيح.

نسيم طالب (Skin in the Game)

 

القوة الشرائية للدولار الأمريكي

لقد نجح الاحتياطي الفدرالي ببخْس قيمة الدولار رويدًا رويدًا، ولكن تذكّر كلمتنا: رويدًا، ثم فجأة. هذا، وانتفا التقلّب لا يجعل الأصل مخزنًا للقيمة.  هذا حاجز رئيس يواجهه كثير من الناس عندما يفكرون في البيتكوين من حيث هو عملة، وهو أمر تابع بالعموم إلى الأفق الزماني. فإذا كان أصحاب المصرفية المركزية يكررون على مسامعنا كل يوم أن البيتكوين مخزن سيئ للقيمة، وعملة مخفقة، فهو لأنهم يفكروا بالأيام والأسابيع والأشعر والأرباع، أما نحن، فنفكّر على المدى الطويل، بالأعوام والعقود والأجيال.

على رغم التفسيرات المنطقية، يلتبس أمر التقلّب على الخبراء. قال حاكم مصرف إنكلترا مارك كارني مؤخرًا إن البيتكوين «أخفق إخفاقًا إلى الآن في تحقيق العناصر الأساسية في المال. فهو ليس مخزنًا للقيمة لأن قيمته كل يوم في مكان. ولا يستعمله أحد وسيلة للمقايضة» (طالع هنا). ونشر المصرف المركزي الأوروبي أيضًا على تويتر أن البيتكوين «ليس عملة»، وذكر أنه «شديد التقلب»، وأكّدوا لكلّ الناس في الوقت نفسه أن المصرف المركزي قد «يخلق» مالًا لشراء الأصول، الأمر عينه الذي يجعل العملة تخسر قيمتها ويجعلها سيئة لخزن القيمة.

إن لفقدان الوعي بالنفس هنا أثرًا عظيمًا، ولكن مارك كارني والبنك الأوروبي ليسا وحيدين. فمعهما حاكما الاحتياطي الفدرالي السابقان برنانكي ويلن، إلى أمين سر الخزانة الحالي منتشن، إلى الرئيس نفسه. كلهم طبّلوا وقالوا إن البيتكوين معيبٌ من حيق هو عملة (أو مخزن للقيمة)، وأشاروا إلى تقلبه. ولكن أحدًا منهم لم يدرك، أو على الأقل لم يعترف، أن البيتكوين ردّ مباشر على مشكلة طبع الحكومة للأموال بالمصارف المركزية، أو أن تقلّب البيتكوين تابعٌ صحّي لاكتشاف السعر.

ولكن من حسن حظّنا جميعًا، القوم مخطئون، وتقلّب البيتكوين لا يمنعه من أن يكون عملة، والخبراء عادةً ليسوا خبيرين بشيء. دع المنطق على جنب، الدليل التجريبي نفسه يرينا أن البيتكوين مخزنٌ بارز للقيمة بالنظر إلى أي مدى زماني واسع، على رغم تقلبه. فكيف استطاع أصل كالبيتكوين أن يكون شديد التقلب ومخزن قيمة ناجحًا؟

زيارة جديدة لقيمة البيتكوين

تدبّرْ لمَ الطلب على البيتكوين عالٍ وهو في الوقت نفسه متقلّب في طبيعته. البيتكوين قيّم لأن معروضه ثابت، وهو متقلّب للسبب نفسه. محرّك الطلب الأساسي للبيتكوين هو ندرته. وعودًا إلى مقالتنا السابقة: اللامركزية والمناعة على الرقابة، يفرضان مصداقية ندرة البيتكوين (وجدول المعروض الثابت)، وهو أساس خصيصة حفظ القيمة في البيتكوين:

يتزايد الطلب تزايدًا ضخمًا، ولا يستجيب العرض، لأن جدول عرض البيتكوين ثابت. هذا التخالف بين زيادة الطلب (متغير) وثبات العرض، مُضافًا إلى نقص المعرفة لدى الباعة والشارين، يجعل التقلّب أسلوبًا لاكتشاف السعر. كما قال نسيم طالب في كتابه تِمّ القاهرة الأسود: «التنوّع معلومات، فإذا انتفى التنوع انعدمت المعلومات». كلما زادت قيمة البيتكوين، دلّت على معلومة وإن كانت متقلّبة، التقلّب معلومات. فالقيمة الأعلى تجعل البيتكوين معقولًا أكتار لأصحاب رؤوس الأموال والداخلين الجدد، وهو ما يموّج موجة اعتماد جديدة.

موجات الاعتماد والتقلب

إن البنية التحتية وتوزّع المعرفة يحثّان موجات الاعتماد الجديدة، وهي تحثّهما. إنها دورة تلقيم راجع فاضلة بين الزمن والقيمة. فإذا زادت القيمة، جذب البيتكوين انتباهًا وحصصًا من عقول جماهير أوسع من المعتمدين المحتملين، يبدؤون عندها رحلة تعلّم أسس البيتكوين. كذلك، تجذب الأصول المتزايدة القيمة أموالًا زائدة لا لأنها مصدر للقيمة وحسب، بل لتأسيس بنية تحتية متزايدة (دخولات السوق وخروجاته، وحلول الحيازة، وطبقات الدفع، والعتاد والتعدين وغير ذلك). إن فهم البيتكوين عملية بطيئة، وكذلك بناء بنية تحتية له، ولكن كلاهما يشعلان الاعتماد الذي يزيد توزيع المعارف ويسوّغ زيادة البنية التحتية.

المعرفة ← البنية التحتية ← الاعتماد ← القيمة ← المعرفة ← البنية التحتية

 

اليوم، لم يزل البيتكوين وليدًا، واعتماده الحالي غالبًا ليس إلا أقل من 1% من اعتماده النهائي. فإذا اعتمد مليار إنسان البيتكوين، سيمثل الاعتماد الجديد أحجامًا ضخمة لأي فترة مستقبلية مستشرَفة، وهو ما سيجرّ تقلّبًا أكبر، ولكن، مع كل موجة اعتماد جديدة، تصبح قيمة البيتكوين  أعلى لأن الطلب ازداد. لن يتناقص تقلب البيتكوين إلا إذا نضج الممسكون واستقرّ معدّل الاعتماد الجديد. بعبارة أخرى، إذا قلنا إن مليار إنسان اعتمدوا البيتكوين، فهذا ازدياد بعشرين ضعفًا، ولكن المعتمدين المئة مليون التالين لن يمثلوا إلا 10% من الأساس. كل هذا وعرض البيتكوين مستمرّ على جدوله الثابت. فما دام الاعتماد جاريًا على قيم أسّيّة، فالتقلّب لا محيد عنه، ولكن، على طريق الاعتماد، سيتراجع التقلب تدريجيًّا.

كما قال فيجاي بوياباتي في بودكاست ستيفان ليفيرا، «يسخر اقتصاديو المنظومة القائمة من تقلب البيتكوين، كأن في الإمكان أن يتحول البيتكوين من أمر معدوم إلى شكل مستقر للمال بين ليلة وضحاها، إنه قول سخيف تمامًا.» والذي يحصل بين موجات الاعتماد هو اكتشاف السعر الطبيعي لأن السوق يتجمّع في نقطة توازن جديدة، ليست ثابتة أبدًا. في موجات شيوع البيتكوين، يتكرّر الصعود والسقوط والاستقرار والصعود الثاني على وتيرة واحدة تقريبًا. ويفسّر ذلك طبعًا، خوف المضاربة، ثم جمع المعرفة الأساسية، ثم الإضافة إلى البنية التحتية المتزايدة. لم تبنَ روما في يوم واحد، في البيتكوين، لا بدّ من التقلّب واكتشاف السعر، وهما من صلب العملية.

موجة اعتماد تاريخية

إذا أردت تفسيرًا أقرب إليك للعلاقة بين التقلّب والقيمة، فانظر في موجة الاعتماد الأخيرة من نهاية 2016 إلى الحاضر (2019).

الاعتماد (اعتماد الناس للبيتكوين) لا يمكن عدّه، ولكن تقديرًا تقريبيًّا منصفًا يقول بنحو 5 ملايين إلى 60 مليونًا (زيادة في الطلب بنحو 12 ضعفًا) من 2016 إلى الحاضر، وفي الفتر نفسها لم يزد معروض البيتكوين إلا 10% تقريبًا. وطبيعيًّا تختلف المعارف والأموال في يد كل فاعل في السوق اختلافًا كبيرًا. وإذ حدثت موجة اعتماد جماعيّة، واجهها جدول العرض الثابت للبيتكوين. فماذا يتوقع المرء عندما يتزايد الطلب أسّيًّا ولا يزداد العرض إلا 10%؟ وما الذي يحدث عندما تتنوع معارف الداخلين الجدد وأموالهم تنوّعًا كبيرًا؟

النتيجة المنطقية الأخيرة هي ازدياد التقلّب وازدياد القيمة النهائية، حتى إذا كان عدد الممسكين على المدى من الداخلين الجدد قليلًا (وهو ما حدث). الداخلون الجدد الذين اشتروا البيتكوين عند صعوده الفلكي، يجمعوا العلم شيئًا فشيئًا ويصبحون ممسكين على المدى الطويل، فيستقر أساس الطلب على مستوى نهائي أعلى مما كان في الدورة السابقة.

ولأن البيتكوين حديث الولادة، لم تزل الثروة المخزونة فيه صغيرة جدًّا نسبيًّا (نحو 200 مليار دولار) وهو ما يجعل معدّل الفرق بين المشترين والبائعين الهامشيين (اكتشاف السعر) يمثل نسبة كبيرة من أساس الطلب (التقلب). مع ازدياد أساس الطلب، يمثل معدل الفرق بين نسبة أصغر وأصغر منه، ويتناقص بذلك التقلّب مع الزمن بعد موجات اعتماد معدودة قليلة.

إدارة التقلّب

فإذا قبلنا أن تقلّب البيتكوين طبيعيّ وصحي، فلمَ لا يمنع التقلّب الحالي الاعتماد اللازم لتحويل البيتكوين إلى صورة مستقرة من صور المال؟ ببساطة: التنويع، ونظرية توزيع الموازنة، والأفق الزماني. إنّ في الوجود شبكة عالمية (البيتكوين) تستطيع بها نقل المال بشبكة تواصل إلى أي حد في العالم، وقيمة هذه الشبكة بالمجمَل، أقل من 200 مليار دولار. فيسبوك وحدها، من جهة أخرى، قيمته أكبر من 500 مليار. فإذا أردت إطارًا مرجعيًّا أكبر، فاعلم أن مجموع الأصول المنزلية الأمريكية مقدَّر بـ125 تريليون دولار (طالع هنا، الصفحة 138).

في عالم نظري، سيكون تقلّب البيتكوين مشكة إذا كان مستقلًّا عن كل شيء. في عالمنا هذا، ليس مشكلة. يكتم التنويع، وهو الاستثمار في الأصول المنتجة والأصول المالية الأخرى، أثر تقلّب البيتكوين الحاضر. كذلك، تتفاوت المعرفة بين ملّاك البيتكوين، فالذين يفهمونه يعرفون أنه مع الوقت، المدَد قادم. هذه المفاهيم واضحة عند الذين تعرّضوا للبيتكوين وحسبوا حساب تقلّبه على المدى القصير والطويل، ولكنه أقلّ وضوحًا عند الشُّكّاك، الذين يصعب عليهم فهم أن اعتماد البيتكوين لن يكون دفعة واحدة.

مع ازدياد حصّة البيتكوين في التنافس العالمي على حفظ القيمة، بفضل خصائصها المتفوّقة، يجب أن نعلم وظيفة الاقتصاد تجميع رؤوس الأموال التي تجعل حياتنا أفضل، لا الأموال. ما المال إلا سلعة اقتصادية تتيح التعاون لتجميع رأس المال. لأن البيتكوين في جوهره صورةٌ أرقى من المال، سيكتسب قوة شرائية بالنسبة إلى الأصول المالية الدنيئة (وبدائلها) وسيأخذ شيئًا فشيئًا حصّته في سوق التعاون، لا يضرّه أنه أقلّ فعاليّة من حيث التحويلات المالية اليوم.

والراجح أيضًا أن البيتكوين سيشعل نار نزع الماليّة عن كل الاقتصاد العالمي، ولكن هذا لن ينهي الأصول المالية ولا الأصول الحقيقية. مع تموّل البيتكوين (اكتسابه لوصف المال)، تبقى هذه الأصول تنويعًا يكبت تقلّب البيتكوين اليومي. طالع مثالًا هنا يبيّن الخطر والربح لموازنة فيها 1% بيتكوين و99% دولار، بالمقارنة مع الذهب وسندات الخزانة الأمريكية وأسهم S&P 500. وانظر أيضًا حجّة وضع القليل في البيتكوين التي كتبها المدير التنفيذي لإكسابو ونسز كاسارس. في كلا المثالين السابقين نظرة إلى التقلّب والخطر الذي يمكن إدارته إذا هبط البيتكوين أو حتّى أخفق (وهو احتمال قائم).

ولئن كان إخفاق البيتكوين احتمالًا، وهبوط قيمته هبوطات كثيرة على الطريق أمرًا لا بدّ منه، فإن كل يوم لا يخفق فيه البيتكوين، يزيد فيه احتمال بقائه. ومع الوقت، تزيد فيمة البيتكوين وسيولته بسبب نقاط قوته الجوهرية، وتزيد قوته الشرائية بالمقارنة مع السلع الحقيقية، فإذا اكتسبت قوته الشرائية حصّة أكبر وأكبر من الاقتصاد، نقص تقلّبه بالمقارنة مع الأصول الأخرى.

آخر دور في اللعبة

ستصبح البيتكوين عملة تحويلية مع الوقت، ولكن، إلى ذلك الوقت، المعقول أكثر بكثير هو صرف العملات المتناقصة (الدولار والجنيه والليرة والذهب) وحفظ الأصل المتزايد. سيصطرع اقتصاديو المنظومة السائدة وأصحاب المصرفية المركزية مع هذا، ولكن لا يهمني. على طريق البيتكوين نحو التموّل الكامل، سيكون أول دور له هو حفظ القيمة، وقد أثبت البيتكوين أنه مخزن عظيم للقيمة وإن كان متقلّبًا. فإذا نضج اعتماد البيتكوين، هبط التقلّب، وأصبح عملة للمقايضة المباشرة شيئًا فشيئًا.

وتأمل حال رجل أو شركة تطلب البيتكوين مقابل سلَعها وخدماتها. هذا الرجل وهذه الشركة هما أول الذين فهموا أن البيتكوين سيحفظ قيمته إذا حسبنا على أفق زماني محدد. وإذا لم يؤمن المرء بسبب الطلب الأساسي على البيتكوين، وهو حفظه للقيمة، فلمَ يبيع سلعه وخدماته به؟ إنما يتحول البيتكوين إلى عملات حوالات عندما تنتقل السيولة بالتدريج من الأصول المالية الأخرى إلى السلع والخدمات، وهو ما سيحصل على طريق الاعتماد الجماعي. لن يكون الأمر بين ليلة وضحاها، ولن يكون انتقالًا مباشرًا. على طريق معهودٍ أكثر، يوقّد الاعتماد البنية التحتية، وتوقّد البنية التحتية الاعتماد. البنية التحتية للحوالات من الآن تُبنى ولكنها محتاجة إلى استثمارات أكثر، ولن يكون هذا إلى أن يدخل في البيتكوين عدد كافٍ من الأفراد ويعتمدوه مخزنًا للقيمة.

في النهاية، فقدان البيتكوين لاستقرار السعر، ومعروضه الثابت، سيُبقيان على التقلّب على المدى القريب، وسيقودان إلى استقرار على المدى الطويل. وهو نقيض النموذج الذي يتبعه مارك كارني من بنك إنكلترا، والبنك المركزي الأوروبي (وحسابه على تويتر) والاحتياطي الفدرالي وبنك اليابان. وهو الذي يجعل البيتكوين منيعًا على الكسر، لأنه لا يطلب إنعاشًا من الحكومة، وهو سوق خالٍ من كل مخاطرة أخلاقية، وهو ما يجرّ مسؤولية قصوى وفعاليّة على المدى الطويل. تدير المصارف المركزية عملاتها لتكبت التقلّب على المدى القصير، وهو ما يسبب اضطرابًا يقود إلى تقلّب على المدى الطويل. التقلّب في البيتكوين تابعٌ طبيعي للاعتماد المالي، وهو ما سيقوّي شبكة البيتكوين وثباتها في النهاية، ليمنحها استقرارًا على المدى الطويل. التنوّع معلومات.

نسيم طالب ومارك بليث (تِمّ القاهرة الأسود)

«من شأن الأنظمة المعقدة التي يُكبَت تقلّبها ظاهريًّا أنها تصبح هشّة جدًّا، وهي في الوقت نفسه لا تُظهر أي خطر للمراقب».

«هذه واحدة من حُزَم الحياة: لا حرية بلا ضجيج، ولا استقرار بلا تقلّب».

بن برنانكي، رئيس الاحتياطي الفدرالي (أيّام الأزمة المالية الكبرى)

«لا يتوقع الاحتياطي الفدرالي حاليًّا ركودًا اقتصاديًّا» – 10 يناير 2008

«إن خطر دخول الاقتصاد في حالة هبوط كبيرة يظهر أنه تقلّص في الشهر الماضي» – 9 يونيو 2008

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى